الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

صفحات من التاريخ

محمد علي باشا                                                                   محمد علي باشا ذلك الاسم الذي سيظل علامة فارقة في تاريخ مصر الحديثة فهو مؤسسها وحاكمها ما بين عامي 1805و1848لم يكن محمد علي مصريا لكنه استطاع ان يتحد مع المصريين لبناء دولة قوية رادعة لاعدائها خادمة لابنائها .     استطاع محمد علي الذي كان جنديا بسيطا في جيش الدولة العثمانية اثناء رده لعدوان الحملة الفرنسية 1798_1801ان يتفاعل مع المصريين اعيانهم وبسطائهم وان يقنعهم بفكره المتطور في ادارة شئون البلاد حيى ثار المصرييون على خورشيد باشا وطالبةا بمحمد علي واليا على مصر وامام اصرار المصريين الذي لا يقهر اضطر الباب العالي ان يرضخ لارادة المصريين وعين محمد علي واليا على مصر بارادة شعبية كانت الاولى من نوعها في البلاد .                                               خاض محمد علي باشا عدة حروب في سبيل الوصول الى الدولة الحديثة ؛ كان اولها مع المماليك الذين لا هم لهم الا التسلق الى عرش مصربالخيانة تارة وبالغدر تارة اخرى ولم يعيروا الشعب اهتماما ولا مصلحته انصاتا فتخلص منهم في مذبحة القلعة المعروفة بمذبحة المماليك حتى يتفرغ لحكم البلاد بلا معوقات ؛اما الحرب الاخرى فكانت ضد الانجليز حتى دانت له مصر باسرها.                                                     اقام محمد علي جيشا نظاميا قويا في مصر حينما ادرك بحسه العسكري ـرغم كونه جنديا لا اكثرـان مصر دولة محورية في منطقة الشرق الاوسط فيها من الخيرات ما يطمع العدو لغصبه،فانشا مدرسة حربية والحق بها الفا من مماليكهتعلموا على يد ضابط فرنسي اسمه جوزيف سيف ،فاصبح هؤلاء نواة الجيش المصري الحديث.                                                                                              عمل محمد علي ـ تاجر التبغ ـعلى تقوية اقتصاد مصر ومركزها المالي ،حتى يستقل قرارها السياسي،وانطلق في مجال الصناعة ؛فانشا مصانع الغزل والنسيج،والحبال اللازمة للسفن،ومصانع الاقمشة الحريرية والصوف والكتان والطرابيش والنحاس والشمع ومعاصر الزيوت ،فضلا عن ترسانته البحرية التي استخدمت في صناعة السفن التجارية لنقل هذه البضائع.                                                                      وفي مجال الزراعة شق الترع وبنى الجسور وادخل العديد من الزراعات الجديدة ،منها القطن باصنافه المختلفة ليصلح لصناعة الملابس ولاكتمال دورة التصنيع كان لابد لكل هذا من انشاء اسطول تجاري وموانئ متطورة ،فقام بتطوير ميناء الاسكندرية ،واصلح الطرق وعمل على تامين كل هذه الطرق من اجل تجارة آمنة من مصر والى الهند واوروبا وشتى بقاع العالم.                                                         انشا محمد علي المدارس ،واهتم اهتماما بالغا بالتعليم اذ انه قاطرة التنمية في كل عصر ،وهو الاساس الذي يبنى عليه كل تطور عسكري او صناعي  او زراعي او اقتصادي في الدولة الناشئة ،فارسل البعثات التعليمية الى ايطاليا رائدة النهضة الاوروبية الحديثة وباعثها الاول ثم الى النمسا وفرنسا وانجلترا ،كان هدف هذه البعثات دراسة العلوم العسكرية والادارية والطب والزراعة والتاريخ الطبيعي والكيمياء وصب المعادن والاسلحة والصناعة والعمارة واهتم محمد علي اهتماما بالغا بالترجمة ؛لنقل بطون الكتب والعقول الاوروبية الى لغتنا العربية ؛حتى تعم الفائدة وتكتمل الغاية.                                                                                           رحم الله محمد علي باشا الذي لم يكن مصريا لكنه كان مخلصا لاناس اختاروه واليا عليهم وفوضوه امورهم،الذي لم يكن قائدا للجيش ،بل كان جنديا بسيطا استطاع ان ينشئ جيشا قويا تهابه اوروبا كلها وتخشاه ،ولم يكن رجل اعمال راسمالي كبير ،بل كان تاجرا صغيرا بنى اقوى اقتصاد في جميع المجالات من صناعة وزراعة وتجارة   .                                                                                                       ان عبقرية محمد علي جاءت من كل هذه المفارقات العجيبة التي اثبتت ان الاخلاص والعمل هما الدافع الاول للنجاح..  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق