الخميس، 11 ديسمبر 2014

صدام حسين وذريعة القواعد الامريكية في الخليج

   بنى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين جيشا هو الرابع عالميا وفقا لتصنيف جيوش العالم عام1990،لكنه اقحم هذا الجيش في خلافاته العربية ،فاستغلت الولايات المتحدة ذلك ذريعة لهدم العراق وجيشه ،حتى وصل ترتيب الجيش العراقي الى المركز 68عام 2014 فما الذي اوصل العراق الى هذه الحالة.                    تلاعبت الولايات الامريكية بهذه المنطقة تلاعبا اوصلها الى خلافات مهلكة بسبب النفط ،وحرب العراق وايران ،فقد كانت هذه الدول تصدر النفط بثمن اقل مما كانت تصدر به العراق ما الحق الخسائر بالاقتصاد العراق ،اضافة الى ذلك فقد كان صدام حسين يرى انه انقذ الدول الخليجية من من الخطر الايراني والثورة الخمينية وانه على هذه الدول ان ترد هذا الدين.                            كل هذا جميل ،لكن حربه مع ايران لم تكن من اجل الخليج خوفا على دوله وانما كانت من اجل زعامة المنطقة ،فصدام كان رجلا عسكريا زعيميا ،بمعنى انه لم يكن يستخدم الجيش لصد العدوان فقط بل كان يريد لجيشه ان يصبح كجيوش العصور الوسطى يهيمن به ويتزعم المنطقة باكملها ،كان يريد ان يصبح زعيما كجمال عبد الناصر ،لكن جمال لم يصل لزعامته بالحروب والجيوش والاغارة على الحلفاء والاشقاء ،بل كانت زعامته زعامة شعبية ،وملحمة بناء للاوطان.                                          وازاء صلفه وجبروته وانتشائه بالانتصار على ايران ،وذريعة تصدير النفط من قبل الكويت والامارات باقل مما تصدر العراق ثمنا،تدخلت السفيرة الامريكية جلاسبي للتلاعب بالمنطقة واعطاء الضوء الاخضر لغزو الكويت  .                                   وقامت العراق باجتياح الكويت يوم 2اغسطس عام1990فسارع التحالف الدولي الذي تتزعمه الولايات الامريكية (التي اعطت الضوء الاخضر ) لانقاذ الكويت وانهاء هذا الاحتلال .                                                                                                   وبعد خروج العراق من الكويت ادركت دول الخليج العربي انه بغير قوة عسكرية قاهرة تحميها لن تستطيع العيش جنبا الى جنب مع عراق صدام وعراكه ،فبادرت الولايات الامريكية بطرح فكرة القواعد العسكرية بحجة حماية دول الخليج ،فاصبح الخليج العربي مستعمرة امريكية في الباطن ،ذو شراكة عسكرية في العلن وهو ما اسميه استعمار الرضا ،وتتركز هذه القواعد في مملكة البحرين وقطر والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والكويت والامارات العربية المتحدة .                                                  وتخيل معي ان لم تكن هذه القواعد استعمارا او كانت حقا لمجابهة خطر صدام ،فلماذا لم تخرج او تطلب هذه الدول خروج هذه القواعد من اراضيها بعد ما زال خطر صدام .                        بل لم تجرؤ احدى هذه الدول طلب ذلك .                                هكذا اعطى صدام حسين ،او تلاعبت به اميركا باعطائه الضوء الاخضر لغزو الكويت ثم قيادة التحالف ضده لاعطائها الذريعة الاولى لاقامة قواعدها الاحتلالية بالمنطقة ،وما زالت تجدد الذرائع يوما بعد يوم.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق