الخميس، 18 ديسمبر 2014

الجامع والجامعة ( وليس الذكر كالانثى)

    القاضي محمد بن اسماعيل ـ حفظه الله ـ قال يوما مخاطبا طلابه في جامعة الايمان "انا درست في الجامع ،وانتم درستم في الجامعة ،وليس الذكر كالانثى".                              يوما كان المسجد رمزا للدولة عبادة وجيشا وحكما وعلما،كان الشيخ يجلس في المسجد وحوله تلاميذه ؛ليلقنهم فنون الكتابة واللغة والبلاغة والفقه والسيرة والفلسفة الى آخره من علوم الدين والدنيا،وكان لا يتاهل الطلاب الا بعد اجازة علمية متواترة من شيوخهم ـ كل في مجاله ـ تؤهلهم لارتياد آفاق العلم والمعرفة.            اما في زماننا الآن فقد اصبحت الجامعات تهتم بالكم على حساب الكيف،ما جعل لدينا لا اقول الآلاف بل ملايين الخريجين لا يفقهون ابسط امور تخصصاتهم في الجامعة،فالاعداد غفيرة خاصة في الكليات المسماه بكليات الشعب وهي الآداب والحقوق والتجارة فضلا عن المعاهد التي ما انزل الله بها من سلطان ،فهي تكرار لما يدرس في بعض الكليات الاخرى ،وانما جعلت لاستيعاب الكم فقط،ايضا ففي كلية الآداب التي ارتدتها مثلالتعلم فنون اللغة العربية وآدابها كانت هناك العديد من التخصصات لا يوجد لها اساتذة ما جعل اساتذة غير متخصصين يقومون بتدريس هذه العلوم لسد العجز ،فضلا عن عدم المنهجية في التدريس ،ما جعلنا على سبيل المثال ندرس ابوابا في النحو أكثر من مرة،وابوابا أخرى لم نسمع عنها طوال سنوات الجامعة،وجعلنا ايضا ندرس علم العروض والقوافي مرتين بنفس الكتاب المقرر دون جدوى تذكر ،فخرجنا من الجامعة بشهادةتشهد،وواقع يرثي ،وليس الذكر كالانثى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق